احتضن أحد فنادق مراكش فعاليات الملتقى الوطني الاول للمدرسين والمدرسات بالوسط القروي؛ وهو الملتقى الذي نظمته النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل تحت شعار:
تطوير المدرسة العمومية بالوسط القروي ورفع جودتها، رهين بتحفيز الشغيلة التعليمية وتحسين أوضاعها، وذلك أيام 13و14 و15 يناير الجاري بالمدينة الحمراء .
ويندرج هذا الملتقى، حسب نص أرضيته الصادر عن دائرة التكوين والأبحاث والدراسات بالمكتب الوطني للنقابة، في إطار البعد الاستراتيجي الذي سطرته المنظمة النقابية والرامي إلى تأهيل النقابة الوطنية للتعليم لمواجهة التحديات التي تعترض مسيرتها النضالية، والدفاع عن المدرسة العمومية والشغيلة التعليمية وعن مكاسبها؛ إذ يعد التعليم حجر الزاوية لبناء كل مجتمع متطور ديموقراطي منفتح على الحضارات الإنسانية. ولن يتأتى ذلك، بحسب نص أرضية الملتقى دائما، إلا إذا توافرت مجموعة من الشروط الأساسية ومن بينها الموارد البشرية المنوط بها تحقيق الأهداف المرسومة، وهذه الأخيرة لا يمكن لها تحقيق ذلك إلا إذا تمتع أعضاؤها بكل حقوقهم وتوفرت لهم ظروف عمل مواتية في كل مقرات عملهم وخاصة بالوسط القروي.
ويعتبر هذا الملتقى النقابي؛ الأول من نوعه في تاريخ العمل النقابي بالمغرب، بحسب بعض الأساتذة المتتبعين للشأن النقابي والتربوي المغربي. وقد عرف مشاركة ما يربو عن مائتي مدرس ومدرسة بالوسط القروي يمثلون كافة جهات وأقاليم المملكة المغربية من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها؛ حجوا جميعا إلى المدينة الحمراء حاملين آمال التغيير وأحلام الإصلاح الحقيقي وطموحات الإقلاع بالتعليم في الوسط القروي.
تروم النقابة الوطنية للتعليم، العضو في الفدرالية الديموقراطية للشغل من خلال تنظيم الملتقى الأول لمدرسات ومدرسي الوسط القروي إلى:
• تسليط الضوء على أوضاع المدرسة العمومية بالوسط القروي، ومعها رفع حاجز الصمت واللامبالات عن وضعية مدرسي ومدرسات هذه المناطق.
• تعميق النقاش والحوار من أجل تطوير التعليم بالوسط القروي.
• تجديد وتقوية العلاقة التواصلية مع المدرسين والمدرسات بالوسط القروي.
• خلق دينامية في صفوف المدرسين والمدرسات بالوسط القروي للانخراط والتنظيم النقابي دفاعا عن حقوقهم وأوضاعهم.
• ضمان الحماية وشروط عمل أفضل للعاملين بالمناطق القروية.
إضافة إلى مجموعة من الأهداف الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى انعقد بشراكة ودعم منظمات نقابية دولية كمنظمة ISCOD (UGT) الإسبانية، ونقابة AOB الهولندية ومنظمة الأممية للتربية (IE).
انطلق برنامج الملتقى خلال اليوم الأول، بعد استقبال المشاركين والمشاركات، وتناول وجبة الغذاء، بعقد الجلسة الافتتاحية التي عرفت إلقاء مجموعة من الكلمات الترحيبية أولها للمكتب الوطني، تلتها كلمات الشركاء الدوليين؛ إذ عبرت أنياس بريدا ممثلة الأممية للتربية (IE) في كلمتها عن شعورها العميق بحضور هذا الملتقى، مشيدة بالتقدم الديموقراطي الذي يعرفه المغرب؛ البلد الرائد والنموذج لكل الدول الأخرى التي تنشد التقدم الديموقراطي. ثم نوهت في الآن ذاته بدور النقابة الوطنية للتعليم FDT /SNE في إثارة قضية التفكير في النهوض بالتعليم في العالم القروي، مشيرة إلى أن رهان ضمان تكافؤ فرص التعليم للجميع هو أيضا هدف منظمة الأممية للتربية على المستوى الكوني. ثم أعقبتها كلمة تروكي كامبولي ممثلة منظمة AOB الهولندية التي شددت على العلاقة الوطيدة التي تربط منظمتها بالنقابة الوطنية للتعليم، مغتنمة الفرصة للحديث إلى المشاركين والمشاركات عن وضعية التعليم ببلدها هولندا. ليحيل مسير الجلسة الكلمة إلى خوسي أونطونيو فرنانديس، ممثل الاتحاد العام للشغالين بإسبانيا ISCOD (UGT), الذي عبر بدوره عن شعوره العميق بالمشاركة في هذا الملتقى مشيدا بدور النقابة الوطنية للتعليم والشراكة التي تربطها بالمنظمة الإسبانية. ثم تناول الكلمة بعده عبد العزيز إوي، الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم / FDT الذي عبر من جهته عن إحساسه العميق في هذه اللحظة ومؤكدا أنه لولا تظافر جهود النقابات العالمية والأوربية لما تم إنجاح هذا الملتقى وإخراجه إلى حيز الوجود؛ فالفضل إذن يرجع إلى قيمة التضامن بين كل مأجوري العالم، وذكر بعد ذلك بأهداف عقد هذا الملتقى الأول وشكر في نهاية كلمته وحيى الشركاء النقابيين على جهودهم ودعمهم لهذا الملتقى.
وقد تلت الجلسة الافتتاحية فترة استراحة قصيرة لتنطلق بعدها الجلسة العامة الأولى ابتداء من الساعة الخامسة وعشرين دقيقة؛ وهي الجلسة التي خصصت لتقديم ثلاثة عروض؛ هي على التوالي:
1) مداخلة د. محمد عزيز الوكيلي: المدرسة القروية: الواقع والآفاق.
2) مداخلة ذ. إبراهيم الباعمراني: مقومات النهوض بالتعليم بالوسط القروي: من الاختلالات إلى البدائل.
3) مداخلة د. جمال بندحمان: أدوار الأطراف الفاعلة في التمدرس بالوسط القروي.
بعد نهاية تقديم العروض، أعطى المسير، في إطار المناقشة، الكلمة لبعض المشاركين من أجل تقديم تدخلاتهم وتعقيباتهم على كافة المداخلات المقدمة.
بعد تناول وجبة العشاء، خصص البرنامج حصة لعرض بعض الأشرطة حول واقع التعليم بالوسط القروي.
أما يوم السبت 14 يناير فقد خصص لأشغال الورشات، إذ توزع المشاركون والمشاركات إلى ثلاث ورشات حسب اللوائح المعدة (70 مشاركا في كل ورشة)، وذلك لمناقشة العروض المقدمة في الجلسة العامة وتقديم المقترحات والحلول ومحاولة بلورة ملف مطلبي متكامل حول التعليم بالوسط القروي وتقديمه إلى النقابة من أجل تبنيه و الدفاع عنه.
وفي المساء ابتداء من الساعة السادسة انطلقت جلسة اختتام أشغال الملتقى والتي تميزت خصوصا بقراءة البيان المركب لمقرري الورشات الثلاث والذي أطلق عنه: " نداء مراكش"؛ وهو عبارة عن خريطة طريق لإصلاح التعليم في الوسط القروي. وعقب ذلك تم توزيع شواهد المشاركة في الملتقى على جميع المشاركين، والتقاط صور تذكارية بالمناسبة.